السياحة مراكش أو المغرب
يواصل المغرب إستراتيجيته الوطنية لتنمية السياحة القروية في المناطق الكبرى لجنوب المغرب، ودراسة الإمكانيات التي تجعل منها قطاعا واعدا على المستوى الاقتصادي، قادر على رفع تحدي استقطاب 10 ملايين سائح في أفق سنة 2010. ولئن كان القطاع ركز تقليديا على سوق الشواطئ، فإن البلد قد شرع في استهداف السياحة القروية بإشراك السكان في تدبير السياحة الاقتصادية وتشجيع المهاجرين العائدين للزيارة والاستثمار على حد سواء.
ويستقبل المغرب ما بين 150 و200 ألف سائح كل سنة ممن يستهويهم هذا النوع من السياحة، موزعة بين مناطق الأطلس والصحراء والريف. وهذا هو ما جعل المغرب، منذ سنة 2003 يعمل على تنمية هذا القطاع، حيث أعد مخطط عمل شامل بهدف تطوير "سبل الاستقبال السياحي" سواء بمناطق حديثة العهد بالأنشطة السياحية القروية مثل شفشاون، وإفرين، وإيموازر، وإدا وتنان، أو بتلك المناطق التي توجد بها أنشطة سياحية لكنها تحتاج إلى التأهيل والدعم مثل الأطلس الكبير وصحراء الرشيدية، وورزازات وزاكورة.
وتراهن مشاريع السياحة القروية على الاستثمار حتى في الدواوير المنعزلة، بحيث سيتم بناء 20 مأوى، من بينهم 9 بدأت في عرض خدماتها، وهذه تتوزع على تارودانت وتيزنيت ووزازات والحوز وطاطا وشتوكا أيت باها والراشيدية وزاكورة.
ومعلوم أن مشروع السياحة القروية هذا، هو ثمرة برنامج للتعاون بين وكالة التنمية الاجتماعية المغربية والوكالة الفرنسية للتنمية. ويستفيد من الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي بمساهمة عدد من الجمعيات المحلية، بهدف المساهمة في التنمية المحلية للمناطق المعنية وحفز اقتصاداتها كما يستهدف المشروع حفز الفرص للمغاربة القاطنين في القرى وثنيهم عن اللجوء للهجرة. ويشجع أيضا المهاجرين المغتربين في الخارج على العودة إلى بلدهم والاستثمار فيها.
ولضمان استمرارية هذه المأوي عمدت وكالة التنمية الاجتماعية على مواكبة المشروع بتكوين مديري هذه المآوي. لكن التسيير الحقيقي يعود لأصحاب المشاريع الذين يشكلون في غالبيتهم أبناء المنطقة من المهاجرين أو المتقاعدين.
وقال محمد لامين وهو مغربي مقيم في فرنسا لأزيد من 20 سنة، "إن الأمر يتعلق بإبراز خصائص القرى المغربية التي تتمتع بمؤهلات هامة ومناظر جذابة ونأسف أنها لم تأخذ حتى اليوم نصيبها من الاهتمام، كما نأسف أن مثل هذه الثروات السياحية لا يستفيد منها إلا الأجانب الذين يقدرونها. وبالتالي أصبح من واجبنا اليوم، أن نتيح ظروف استقبال جيدة تزيد من أهمية تراثنا وثرواتنا الطبيعية".
وتستهدف الاستراتيجية تشجيع السياحة القروية بمد هذه المآوي ببنيات تحتية مهمة وتجهيزات عمومية كتزويدها بالطاقة الكهربائية وإمدادها بقنوات الماء الصالح للشرب، وبناء المسالك الطرقية فيها.
رشيد صلاح قال في تصريح لمغاربية "هذا بطبيعة الحال لن يفيد السائح وحده بل سيساهم في تحسين الوضعية الاجتماعية لسكان الدواوير المحتضنة للمآوي وهو الأمر الذي سيرسخ سياسة الدولة في الحد من الهجرة القروية".
[إيمان بلحاج] يعرض مأوى أغودال بقرية إشمارين الذي تم ترميمه مؤخرا بتعاون فرنسي مغربي المأكولات المغربية التقليدية في أجواء قروية غنية بتراثها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]